يا ربّ (الجزء السادس عشر)

20/07/2023

ساعدني لترفع عنّي الحجر لأحيا وأقوم ويزول الحاجز الَّذي بيني وبينك لتشدّني بقوّة نحوك يا إلهي القدّوس
 

أنت تعلم يا ربّ أنّني ميِّتاً بالروح ومدفوناً ومن فوقي حجراً كبيراً عاتياً الَّذي أصبح بمثابة حاجزاً منيعاً حال دون لقائنا يا قدّوس


إن شئت أن ترفعه وتقيمني لأحيا لنتقابل لتخرجني من الظلمة إلى النور قبل أن أنتن وحتَّى إن أنتنتُ فأنت وحدك الَّذي يستطيع أن يقيمني كما أقمت ألعازر حبيبك وإنَّك يا إلهي تعرف تماماً أنّني لوحدي لا أستطيع وأريد معونة إلهيّة قويّة قادرة أن تهوِّن الصعاب


يا ربّ أنا سوف أتمسَّك بوعودك وعهودك معي لمّا قلتَ لي إن أنا مُتُّ فسوف تحييني وإن هلكتُ تأتي لتخلِّصني


خُذْ قلبي بعد إقامتي وأغرس فيه مخافتك كالغرسة النامية


لقد نفذ الزيت من سراجي وصرتُ كالعذارى الجاهلات


إقبل يا ربّ توسّلات عبدك الخاطئ الَّذي عاهدت حتّى لا أنحدر إلى اليأس


إنَّها كلمة خارجة من قلبٍ مشتعلٍ بالمحبَّة تجاه إلهي القدُّوس ولم تعد كلماتي هذه البسيطة تترجم ما بداخلي فهي أحاسيس يصعب تعبيرها بكلماتٍ ولن يفهمها إلّا من عاشها بالوجدان


إرفع الحجر عنًّي لترى بنفسك حالتي يا إلهي لتتحنّن عليَّ إن كنتَ تبحث عن الضالِّين والشَّاردين والتائهين والآموات بالروح ولتفعل بي ما تشاء وأنا واثقٌ بمشيتئك


لتكفكف دمعي الدفيق وتضمِّد جرحي الدفين


يا ربّ لا ترفضني لا تتركني تحت الحجر سقيم فأنا أبحث عنك في كلِْ مكان بينما أنت في قلبي مقيم


يا إلهي القدّوس ماذا سوف يكون عذري وما هي إجاباتي عندما أساءل في يوم الدينونة أن ترفع عنِّي الحجر وتنقذني


أصرخ إليك متوجِّعاً لا تتركني على هذا الحال وإصطلح معي لتصطلح الأرض مع السماء وترجع نفسي الشقيّة إلى ذاتها


أقرع لك الآن لتفتح لي وأظلُّ سائلاً فإنَّه ليس بصعب عليك ومَن غيرك يا سيِّدي يستطيع ان يقيم الموتى ويكتب أسماءهم في سفر الحياة لتهبهم من بركاتك؟


لقد أخطأتُ إليك وتجاسرتُ بخطايا لا عدد لها فهي أكثر من رمل البحر حتّى دفنتُ تحتها وتحجّرت من فوقي مثل أغلال حديديّة حتّى حجبت عنِّي السماء وصَعُبَ عليَّ رؤياكَ يا سيِّدي القدّوس


يا ربّ يا إلهي يا سيّدي يا معلِّمي يا قائدي ومرشدي أرجوك وأتوسَّل إليك أن ترفع عنِّي الحجر لتقيمني وتبعث فِيَّ الحياة لأنَّه لا حياة بدونك ولا قيامة إن لم تقيمني



خادمة الربّ ن. غ

® خدّام الربّ