يا ربّ (الجزء السابع)

أنا أعبد إلهاً واحداً إله السماوات والأرض وسوف لن أتنازل وأركع لذاتي الَّتي تريد أن تصنع من نفسها صنماً لأعبده
 

أنا سوف لن أذلّ لمشتهيات ومتطلّبات ومحبّة ذاتي والأنا الَّتي كانت سبباً في إسقاط ملاكاً عظيماً من رتبة الكاروبيم ليصير رئيساً للشياطين

أنا لا أريد ذاتي الَّتي تحبّ الأخذ أكثر من العطاء ومدح الناس والإفتخار والتَّعالي كي لا أهبط إلى أعماق الجحيم بدلاً من أن أرتفع للنعيم

إنَّني أعلم يقيناً أنّ ذاتي هي مستمدَّة من إلهي القدّوس الَّذي هو سبب وجودها ومنحها كلَّ المواهب والعطايا وسوف لن آخذ أي نصيحة من دونه

ساعدني يا ربّ حتّى لا أتمركز حول ذاتي منفِّذاً لرغباتها من مركزاً وجمع أموالاً وممتلكاتاً ومأكلاً ومشرباً وملبساً وتستريح على تعب الآخرين

لقد علَّمتني يا معلَّمي من أراد فيكم أن يكون سيِّداً فليكن عبداً ومن أراد أن يكون أولاً فليكن آخر الكلّ وكما علَّمني يوحنَّا المعمدان ينبغي أنّ ذاك يزيد وأنا أنقص

أنا لا أريد أن أكون حكيماً في عينَي نفسي معتمداً على فهمي بل يكون إعتمادي كليَّة على إلهي مستمدًّا قوّة إلهيّة لأنتصر بها على ذاتي

أريد يا ربّ أن أصير مثل الأطفال لأدخل ملكوت الله لأنَّك أخفيت حكمتك عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال الَّذين يمتلكون قلوباً مليئة بالحبّ الحقيقي لكلّ الناس

هبني يا سيّدي نضوجاً روحيًّا مثل ما وهبته لطفلة صغيرة يتيمة تربَّت في الهيكل فصارت مريم العذراء والدة الإله

أعطيني يا ربّ موهبة الصوم والصلاة والعبادة الحقّ لأحيا حياة التسليم الكامل بكلّ تواضع وإحفظ نفسي من فعل الخطايا لتتنقّى وتتطهّر فلا تنفصل عن الله بل في إلتصاقاً كاملاً بالله

ساعدني يا ربّ أن أقمع نفسي وذاتي من تطلّعاتها الخارجيّة لكي أبنيها من الداخل بثمار الروح أي أريد أن أحمي نفسي من التشرّد والتوهان والبحث عن السراب فأجدها في الله وأجد الله فيها لأبصرها بعيني صاعدة إلى السماء الأبديّة

علِّمني يا إلهي القدّوس الزهد في هذا العالم لأبني ذاتي في العالم الآخر وأقوم لخزن ما ينفع أمام الديَّان العادل وزيتاً من عمل الروح القدس لحين مجيء العريس

أريد يا ربّ أن أضعك مثالاً حيًّا لي

لقد أخليت ذاتك من المجد الحقيقي وأخذت شكل عبدٍ صائرٍ في شبه الناس وأنت الملك إله الناس لتخلِّصني أنا العبد يا سيّدي

يا ربّ يا إلهي يا سيِّدي يا معلِّمي يا قائدي ومرشدي

أرجوك أتوسّل إليك أن تساعدني أن أنكر ذاتي وأحمل صليبي لأتبعك ويكون شعاري لا أنا لا أنا بل المسيح الَّذي يعمل فِيَّ وأدقّ مساميراً صالباً ذاتي حتّى لا تستعبدني متحرِّراً منتصراً ملتحقاً بموكب الأبرار والقدِّيسين منطلقاً إلى السَّماء لتهلِّل الملائكة فَرِحَة بالإنتصار

خادمة الربّ ن. غ

® خدّام الربّ