يا ربّ (الجزء العاشر)
علِّمني يا ربّ أن أركض نحوك كما ركض الشاب الغنيّ الَّذي أحببته وهو تعلّق بك وبالحياة الأبديّة
ساعدني لأنفكّ من إرتباطاتي الفانية العالميّة بأنواعها لأرتبط بك وحدك وأتوب وأتنقّى وبالتوبة تتهيَّأ نفسي للسكن معك يا سيّدي وبالنقاوة أراك وتكون رفيقي حتّى النهاية
إنّها الآن ساعة لأستيقظ من نومي لأرجع وأجلس مع نفسي لأحاسبها بجديَّة دون مجاملة أو تدليلاً ويرجع قلبي إلى حرارته وضميري إلى عمله وروحي إلى إدراكها لأنتقل من الموت إلى الحياة
إمنحني يا إلهي القدّوس قلباً جديداً ورشّ عليَّ ماءاً طاهراً لتطهِّرني من كلّ نجاساتي لأسلك في فرائضك فأتحرَّر وأثبت في الحقّ لأحرص على أبديَّتي وأحبُّك يا ربّ حبًّا حقيقيًّا يملأ قلبي وفكري وعقلي ليصير حبّك لي منهجاً روحيًّا بلذَّة روحيّة
أعطِني يا ربّ نفساً منسحقة وركباً ساجدة وعيوناً دامعة وقلباً منكسراً وحياةً متَّضعة منتصرة على الخطيئة لأنشد أنشودة الغالبين
هوذا أنا عتيداً أن أقف أمام الديَّان العادل مرعوباً ومرتعباً من أجل كثرة ذنوبي فتوبي يا نفسي ما دمتِ في الأرض ساكنة وأيُّ جواباً تجيبي وأنتِ في سرير الخطايا منطرحة وفي إخضاع الجسد متهاونة
يا ربّ أنت تعلم أنَّني لا أريد أن أبيع الملكوت من أجل محبَّة العالم
ساعدني يا إلهي أن أسير في الطريق المؤدِّي للملكوت فأنا لا أريد أن أفقد كرامتي وإحترامي لذاتي ولعبة في أيادي الشياطين وأيادي الأشرار وأغطِّي بالخزي وجهي وأفقد صورتي الإلهيّة وبساطتي ونقاوتي
سامحني يا ربّ لقد قمتُ بإستغلال مراحمك لي وأناتك إستغلالاً رديءاً وقلتُ في نفسي أنّ الله رحوماً وطيِّباً وغافراً وسوف لا يجازيني حسب آثامي فكنت أخطىء وأعود وآخطىء تكراراً
يا ربّ أنا لا أريد أن تكون سمائي فوق رأسي نحاساً والأرض تحتي حديداً وأدخل في نقر الصخور وفي شقوق المعاقل مرعوباً منك يا إلهي بل إحسبني مع القدّيسين والأبرار مرتِّلين مرنِّمين ومعهم فيثارات بصحبتك يا إلهي السماء في أورشليم السمائيَّة
يا ربّ إنّ هناك صراعاً بداخلي بين الخير والشرّ ولم أصل بعد لنقاوة قلبي ولم أكن نقيًّا في إلفاظي وأفكاري وأحاسيسي ولم أصير مسكناً للروح القدس ولم تظهر فيَّ ثمار الروح
فكيف لي أن أنتصر ومتى ينتهي هذا الصراع إن لم تساعدني يا سيّدي وأعيش في سلام
يا ربّ أنا لا أريد أن أكون حنوناً على جسدي هذا مدلِّلاً له فتهلك روحي بل ساعدني يا إلهي أن أستعبد جسدي لتتغذّى روحي
يا ربّ يا إلهي يا سيّدي يا معلِّمي يا قائدي ومرشدي
لقد قمت بتزيين جسدي وإعطائه ما يشتهيه فتقيَّدت روحي وصرتُ عبداً للأشياء فلتمدّ يدك يا سيِّدي لتنتشلني لأتحرَّر من هذه العبوديَّة وسوف أنسى الأمس وسأنسى فترة طويلة ضاعت من عمري سُدى الَّذي كان فيها قلبي في صدري مثل الصخر وكيف أنسى مصلوباً لأجلي وقلبي هو صالبه
أريد يا ربّ أن أعطيك قلبي هذا لتملأه مشاعراً لأحيا معك فأثبت فيك وتثبت فِيَّ
خادمة الربّ ن. غ