يا ربّ (الحزء الثامن عشر)

سوف ألقي بنفسي بين يديك يا إلهي القدّوس وأنا كلِّي ثقة أنّك يا أبي وحبيبي سوف لن تتركني أفلت من يدك وأسقط بل سوف تمسكني وتضمّني إلى حضنك بحناناً وتقبلني

يا ربّ أنا أرغب أن أعيش معك حياة الرضى وأنَّك وعدتني وعداً مُخلِصاً وقلتَ لي طوبى للجياع والعطاش إلى البرّ لأنَّهم يشبعون

أنا أعلم تماماً يا سيّدي القدّوس أنَّك أوجدتني على هذه الأرض من أجل مأموريّة عظيمة وهي نقل صورتك ومثالك وكلامك ووصاياك وعملك الخير لسائر العالم ولكنَّك قلتَ لي أنَّه بدونك لا أستطيع ولهذا سوف ألقي نفسي بين يديك لتقودني بنفسك ولا أريد يا ربّ أن أقايضك بصلاتي وصومي وتضرُّعاتي وتوسُّلاتي بل بعملك فِيَّ

ساعدني يا قدُّوس أن أقدِّم لك جسدي هذا ذبيحة حيَّة مقدَّسة مرضية عندك وأعِدُك أنَّني سوف لا أشاكل أهل هذا العالم فأنا من عالماً آخر عالم الطهارة والقداسة والعفَّة والبرّ فلا تتركني أن أفلت من بين يديك الطاهرتين

يا ربّ، سوف ألقي بنفسي بين يديك يا ربّ حيث الراحة والأمان وطرد الخوف من داخلي ولكي تحتضنني حيث لا خطيئة ولا معصية ولا محاربات بطبيعة إلهيّة منزَّهة

أنا يا إلهي القدّوس سوف لن أقبل أن أعيش جسدانيًّا بل روحيًّا من أجل محبَّتك ميِّتاً بذاتي حيًّا لله فأمسك بيدي حتّى لا أسقط

سوف ألقي بنفسي بين يديك يا إلهي القدُّوس كي تملأني حرارة روحيّة بل تملأ قلبي بناراً مقدّسة وتعلِّمني يا معلِّمي ما هي أنواع الغذاء الروحيّ أي تعلِّمني كيف أصلِّي وتعطيني الكلمات الَّتي تليق بقداستك يا قدُّوس وتعلِّمني أيضاً يا سيّدي كيف أحفظ جسدي هذا من نجاسات العالم ليتطهَّر ليصير إناءً طاهراً بدلاً أن يُطرح في النار

يا ربّ، أصلح مسار الحبّ في قلبي وشهواته العالميّة ليتَّجه نحوك ونحو السماء ناظراً للأشياء الَّتي لا ترى لأنَّها أبديَّة

ضعني يا ربّ بين يديك لتحوِّلني من عالماً إلى عابداً أي تحوّل فكري وفلسفتي وبحثي وحواري معك إلى مشاعراً ملتهبة بمحبَّتك يا سيّدي

أريد يا ربّ أن ألقي بنفسي بين يديك لأستمدّ الحرارة الروحيَّة لإحراق كلّ رغبة عالميّة خاطئة بل أكون هيكلاً وبيتاً لك وببيتك تليق القداسة مشتعلاً بناراً مقدَّسة لأعمل معك وتعمل معي ولا أفارقك ولا تفارقني وتعطيني قوَّة لأن أرفض الأعمال الَّتي لا توافقك يا قدُّوس

إنَّها يا معلِّمي مسألة تلاقي أرواحاً أي عندما تتلاقى روحي بروحك فأنا يا سيّدي منك بل جزءاً لا يتجزَّأ غصناً في الكرمة

إنَّها ثورة على الماضي، أريد الإبتعاد عنه وحمايتي من السقوط مرّة أخرى

يا ربّ يا إلهي يا سيّدي يا معلِّمي يا قائدي ومرشدي

سوف ألقي بنفسي بين يديك

أرجوك وأتوسَّل إليك يا أبي أن تمدَّ يديك الطاهرتين لتمسك بهما بقوّة صنعت يديك لتحميني من شرور هذا العالم وتكون لي ملجاءً آمناً وحصناً منيعاً لتملأني بروحك القدّوس

خادمة الربّ ن. غ

® خدّام الربّ