ثلاثة صُلبان
ثلاثة صُلبان رُفعت على الجُلجُثة ،فوقها ثلاثة أجساد مزَّقها الجلد والضرب والجوع والعطش... وغمرها الطين والدم والدموع... ثلاثة أجساد بشريّة لا فرق بينها، فكلَّها مُلطّخة بالألم والجروح، وكلَّها تنزف الحياة قطرة قطرة، صليبان صُلب عليهما لصَّان ويسوع كان وسطهما فتمّ قول الكتاب
«وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ»
(إش ٥٣: ١٢)
لقد صار يسوع بين اللصين كراعٍ وسط خرافٍ ضالة! وقد استطاع أن يُعلن لنا أنّه ديَّان العالم، ولهذا يقول مار يعقوب السروجيّ
هو الديَّان، فقد إختار أن يظهر الحكم على الجُلجُثة، فأقام الخراف عن يمينه والجِداء عن يساره
في نظر الناس كان المصلوبون بمثابة ثلاثة مُجرِمين قد حكمت عليهم محكمة البشر بالموت، موت العبيد وقطَّاع الطرق، موت الخونة وعُتاة المُجرِمين، ولن تكُف محاكم البشر عن إصدار أحكامها بالإعدام والقتل على الأفراد والجماعات، وحتى في الموت عند الناس ألوان ودرجات، موت للنبلاء والشُرفاء، وموت للصعاليك والمُجرِمين
ولكن شكراً للرب فقد قام البارّ من الأموات وأنتصرت عدالة السماء
خادمة الربّ ن. غ