صلاة إلى كلّ قلب يبحث عن الله
صلاة إلى كلّ نفس حائرة وباحثة عن الإيمان ، هي صلاة القدّيس أغسطينوس شفيع التائبين وإبن الدموع
القديس أغسطينوس – لقد ملأت قلبي من أنوارك
إلهي الحنون ، كم كانت نفسي جزعة يا إلهي وأنا كحملٍ ضال حينما بحثتُ عنك بعيداً بينما كنتَ أنتَ في داخلي وكلّما جذبتني إليك نفسي تواصل البحث عنك بدوافع رغباتي بينما أنتَ ساكنٌ في قلبي أخذتُ في البحث عنك في كلِّ مكان
في الأحياء وفي الطرقات العامة من مدينة هذا العالم ولم أهتدِ
! نظرتُ من حولي في قصور وجهل
لقد ملأت قلبي من أنوارك ككنز مخبّأ في قلبي
وأطلقت لجميع حواسي العنان كرسل أوفياء لتبحث عنك وتطاردك
وبقوتها لم تستطع أن تلحق بك وتدركك قد تملكتها الدهشة
كيف إقتحمت يا إلهي قلبي ودخلته…!؟
ربِّي… إشرح لعبدك الَّذي يتوسَّل إلى رحمتك عرِّفه من أين له حياته؟
ألست أنت مصدرها؟
أليس بك وحدك يحيا الإنسان؟
ألست ينبوع الحياة أنت خالقي؟
وأنا جبلتك… يداك تفضّلتا وواهبها؟
وصنعتاني وكوَّنتاني عاونتني على أن أعرفك وأعرف نفسي وعندما عرفت نفسي عرفتك أيضاً لأنَّ معرفتي لك نور لسبيلي
كما أنّ الشرَّ حرمان من الخير فإنّ الظلمة حرمان من النور
ربِّي، أشكرك…… لقد ملأتَ قلبي من أنوارك
ألست أنت ملك الملوك وربّ الأرباب؟
الَّذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه الَّذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه
«له الكرامة والقدرة الأبديّة»
(١ تي ١٦:٦)
ألست أنت الإله العظيم المتجسِّد الَّذي ظهر في صورة بشريَّة غير مدركة؟
«الله لم يره أحد قط»
(يو ١٨:١)
كيف نعرف ما لم نكن قد رأيناه؟
ليس أحد يعرف الإبن إلّا الآب ولا أحد يعرف الآب إلّا الإبن
(مت ٢٧:١١)
ثالوث في وحدانيّة تامّة في ذاته الكمال المُطلق والمعرفة
قلت لنفسي : يا لي من إنسان شبيه بالعدم!قد تجاسر وعرفك
أليست هذه المعرفة إنعاماً منك يا إلهي ؟
ليس من حمد يوفي نعمك ولا قدرة تصوِّر جلالك
عظيم وعظمتك لا تقارن
لا بداية لك ولا نهاية مسبَّحٌ وممجَّدٌ إلى الأبد.. آمــــــــــــين
خادمة الربّ ن. غ