صلاة التحرُّر من تَسلُّط الشهوة
...إلهي
أنتَ وحدَكَ قادرٌ على أَن تُخرجَني من دوائري التي تَبتلعُ حياتي وتُبعدني عنك
أخطأُ إليك وترتدُّ عاقبةُ خطيئتي عليّ ثم أعودُ إليكَ شاكيًا ذنبي وحَسرتي وألمي الذي سبّبتُه أنا لنفسي
هَبني القُوّة لأن أحفَظَ حرارة صَلاتي، لا سيّما في الوقت الذي تُهاجمني فيه التجربة، فأكونُ قويًا ومُستعدًا لأن أقول لها "لا" قَاطِعة مُنذ بدايتها
قوِّ إرادتي فلا أستسلم للرَّغبة الباطلة التي تُلحُّ عليّ لأن الخطيئة مُكلفة
فالشيطانُ يُخادعني ويحَتال عليّ ويُغويني فيجرّني إلى عَمل ظاهِرُهُ بريء، ثمّ يوقعُني في الخطيئة
فاطرُدهُ عنّي يا إلهي، فحتّى متى أَستمرُّ في الدَّورانِ حَولَ ذاتي؟
هَبني أَن أَلجأ إلى بديلٍ مُفيد هو الصلاة والعمل والمطالعة، فأَستفيدُ من طاقتي ومالي ووقتي ولا أَهدرُها سُدى ذبيحةً لأبليس، ولا أَقعُ في الخَطيئة فتكونُ تلك ذبيحةٌ أخرى أُقدّمُها له
أَعطني اليَقظة للمُقاومة وهَبني أن أفكّر بكلّ ما وهَبتني من نِعَم، وأَن أُدرك حَجمَ مَعصيتي وفَداحةَ تأثيراتها وعَواقبها
لأن خطيئتي مَهما إعتدتُ عليها وإعتقدتُ أنّها قد صغُر شأنُها، تَبقى كبيرةً، وبقَدرِ استراسالي فيها تُصبِحُ أكبر وتتملَّكُ فيّ ويصبح أصعب عليّ التحرُّر منها وتَدارُكُ تأثيراتها وعواقبها، عدا الخسارة المَعنوية والروحيّة، وضياع القوّة والمال والوقت وتعطيل الصلاة والخدمة وفقدان النِّعمة والدَّالة لديك من جرّائها
فإرحمني يا إلهي وأَعطني اليقَظة والتَّفكير في العَواقب فأقول "كلّا" نهائيّة قاطعة عند بداية التَّجربة، كيلا تَطلب الخطيئة المزيد وتَتفاقم قوّتُها وأصبحُ أعجز من أن أُلبّي مُتطللّباتها
فما أن أَبدأ بتلبية نداء الشهوة والإسترسال في المُتعة، حتى أُصبحُ في موقف ضعف، وأقع تحت سيطرتها، ويَصعُبُ عليّ التوقُّف والتَّراجُع عن إرتكابها
فالشهوة تَطلُبُ المزيد وبكميّة أكبر ودرجة أكبر كلَّ مرّة وتُصبح أكثر إلحاحًا، وتَزدادُ وتيرةُ إرتكابها
هبني يا إلهي أن أُفكِّر أنَّ العُمرَ قصير، وأنّ الموتَ يأتي فجأَة والفَاجعة لا يمكن توقّع وقتها
وحرّرني من الخطيئة، التي تقوقُ قُدرتي على التحرُّر منها من دونك، لأنك الإله القادر على كلّ شيء أيها الآب والإبن والروح القدس. آمــــــــــــين
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/