سلّمته المفتاح
ترك الله لآدم شجرة الموت بلا حراسة ، كما ترك لإبنه الأصغر باب البيت (في مثل الإبن الشاطر) و به مفتاحه
كان يعرف أنّ وراء الباب، غربة و أصدقاء سوء و جوع و ذلّ في كورة الخنازير
كان يعرف ما يتعبني و ما يفرحني و لكن في رقّة قلبه و إحترامه لحريّتي لم يرد أن يجبرني على طاعته أو يفرض عليَّ وجوده معي
حذّرني و لكن لم يجبرني
لكن حبّه إنتظرني لأعود و أخبره كيف كانت حياتي مُرّة ، و كم آذيت نفسي و أنا أحسب صوته لي قيداً و قسراً
إنّه صانع الكون و مصمّمه الأعظم، و يعلم ما يسعدني و ما يتعسني
لكنّي أصرّيتُ على رغبات و قرارات حرمتني من فرحي
و من ذلك اليوم سلّمته قراري
قلت له : أغلق عليَّ أبواب لا أعلم ما وراءها و أرشدني لأبواب تصحبني فيها
سلّمتك كلّ المفاتيح و كلّ الأبواب
خادمة الربّ ن. غ