من أقوال قداسة البابا شنوده

18/03/2024

إن لم يكُن لكَ ما تعطيه لغيرك أعطِ إبتسامة طيِّبة, أو كلمة تشجيع, أو عبارة تفرِّح قلب غيرك


ولا تظنّ أنَّ هذا العطاء المعنوي أقلّ من العطاء المادّي في شيء, بل أحيانًا يكون أعمق أثراً, ولكن حذاري أن تكتفي بالعطاء المعنوي إن كان بإمكانك أن تعطي المادَّة أيضًا


وأشعر ـ عندما تعطي أنَّك تأخذ فالسعادة الَّتي يشعر بها قلبك حينما يحقِّق سعادة لغيره, هي شيء أسمى من أن يقتني بالمال, راحة الضمير التي تأخذها, وفرحة القلب برضا الناس, كلّها أمور أسمى من المادَّة, يأخذ على الأرض ويأخذ أعظم منها في السماء




عندما تعطي, لا تُحقِّق كثيرًا مع الَّذين تعطيه, وإلّا كنت في موضع القاضي وليس العابد, لا تحقِّق كثيرًا لئلّا تُخجِل الَّذي تعطيه, وتريق ماء وجهه



حسنٌ إنَّك قد أعطيته حاجته, فأعطه أيضًا كرامة وعزَّة نفس, ولا تُشعره بذلَّة في الأخذ




عندما تعطي إنسَ أنَّك قد أعطيت, ولا تتحدَّث عمّا فعلته, بل لا تفكِّر فيه, ولعلَّ هذا بعض ما قصده السيِّد المسيح حينما قال في العطاء, لا تجعل شمالك تعرف ما تفعله يمينك، ونص الآية هو : "لاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ" (إنجيل متى ٦: ٣), وإن تذكَّرت قُل لنفسك, أنا لم أعطِ هذا الإنسان شيئًا, بل هو الَّذي أعطاني فرصة لأسعد بهذا الأمر أنَّ الأمّ عندما تعطي إبنها حناناً إنَّما تسعد هي نفسها بهذا الحنان



وهي عندما تُرضعه إنَّما تشعر براحة, ربَّما أكثر من راحته هو في الرضاعة, لذلك فإنَّ عمل الحبّ هو عمل متبادل, يأخذ فيه الإنسان أثناء إعطائه لغيره




كذلك عندما تأخذ آحذر من تأخذ شيئًا من الشيطان ولا من جنوده, والشيطان عندما يعطي, يأخذ أكثر ممَّا يعطيك, قد يعطيك لذَّة الجسد, ويأخذ منك كرامة الروح, قد يعطيك كرامة أمام الناس, ويأخذ منك فضيلة الإتِّضاع, أو يعطيك اللهو والعبث, ويسحب منك الحكمة والرزانة.. تُخطىء إذن إن ظننتَ أنَّك تأخذ منه شيئًا