أقوال القدِّيسين في سرّ التجسُّد
القديس نيقولا كاباسيلاس
لم يكن التجسُّد عمل الله وحده، بل حصل أيضاً بداعي إرادة العذراء وإيمانها
القدِّيس غريغوريوس اللاهوتي
من لا يقبل القدّيسة مريم على أنَّها والدة الإله هو مفصول وغريب عن محبَّة الله
القدِّيس أوغسطينوس
لقد أحبَّنا حتَّى أنَّه هو الكائن الأزليّ الأقدم من كلِّ المسكونة ذاتها صار في السنّ أصغر من كثير من خدٌّامه في العالم! كطفل كان يصيح في طفولة غير متكلمة، وهو "الكلمة" الَّذي بدونه تعجز كل فصاحة البشر عن الكلام! أنظر يا إنسان ماذا صار الله من أجلك؟! إحفظ في قلبك درسًا من هذا الإتِّضاع العظيم مع أنَّه المعلِّم كطفل لا يتكلَّم
عجيبة هي أمّك أيُّها الربّ من يستطيع أن يدرك أعجوبة الأعاجيب هذه عذراء تحبل .. عذراء تلد .. عذراء تبقى عذراء بعد الولادة
القدِّيس جيروم
لأجل خلاصنا "صار إبن الله"، "إبن الإنسان" ! عاش تسعة أشهر في أحشاء البتول! الخرق لفَّته
ذاك الَّذي يمسك العالم بقبضة يده… إرتضى أن يُولد في المزود الضيِّق الحقير
القدِّيس يوحنّا ذهبيّ الفم
هوذا الملائكة ترتِّل و رؤساء الملائكة تغنِّ في إنسجام و توافق
إتَّحد الكلّ معاً لتكريم ذاك العيد المجيد، ناظرين الإله على الأرض، والإنسان فى السماء، الَّذي من فوق يسكن على الأرض من أجل خلاصنا، والإنسان الَّذي هو تحت يرتفع إلى فوق بالمراحم الإلهيّة! هوَّذا بيت لحم تُضاهي السماء، فتسمع فيها أصوات تسبيح الملائكة من الكواكب، وبدلاً من الشمس أشرق شمس البرّ في كلِّ جانب
وُلِدَ بالجسد حتَّى تولد أنت بالروح. وُلِدَ من إمرأة لكي تكفّ عن أن تكون إبن إمرأة
صار إبناً للإنسان لكي يصير بنو الإنسان أبناء الله
القدِّيس يعقوب السروجي
لقد تجسَّد من مريم العذراء ووُلِدَ بالجسد ليلدنا بالروح تواضع لكي يرفعنا إتَّحد بطبيعتنا ليعطينا موهبة الروح القدس لأنَّ يوم ميلاد ملك الملوك وربُّ الأرباب وأنَّ تجسُّده كان من أجل خلاصنا
عتيق الأيَّام والعظيم داخل البطن جنيناً بينما هو غير محدود وبذلك صارت مريم أعظم من السموات وإستضاءت بنوره
فأنظر إلى السَّماء وإلى تلك الأمّ البتول وأخبرني أيَّهُما أقرب إليه ومحبوب لديه؟ فمباركة أنتِ في النِّساء يا مريم وممتلئة نعمة
القدِّيس ساويرس الأنطاكي
تعال أيُّها الحكيم وأُنظر الطفل داخل الأقماط وتأمَّل في أن يكون جميع الخليقة معلَّقة بأمره
تعجَّب منه لأنَّه موضوع في المذود وهو يدبِّر البحر واليابسة
الأب بروكلس بطريرك القسطنطينيَّة
القدِّيسة مريم هي معمل إتِّحاد الطبائع هي السوق الَّذي يتمّ فيه التبادل المبجَّل هي الحجال الَّذي فيه خطب "الكلمة" الجسد
القدِّيس مار أسحق السرياني
حملته على ذراعيها ذلك الَّذي يحمل السموات وعلى ركبتيها حملته ذلك الَّذي تحمله الكاروبيم وبفمها قبَّلت ذلك فتح أفواه البكم رضع من لبن الثدي ذلك الَّذي أشبع ألوف من الخمس خبزات وسمكتين
مار إفرام السريانيّ
لا يستطيع أحد أن يعرف أمّك أيُّها الرب. هل نسمِّيها عذراء؟ هوَّذا إبنها موجود هل يسمِّيها متزوِْجة؟ فهي لم تعرف رجلاّ. فإن كان لا يوجد من يفهم أمّك، من يكون كفء لفهمك أنت؟ مريم نالت من قبلك أيُّها الربّ كلّ كرامة المتزوِّجات. لقد حبلت بك بغير زواج. كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة إذ أخرجت من الأرض الظمأة ينبوع لبن يفيض. إن حملتك فبنظرتك القديرة تخفِّف حملها. الرعد دخلها فهدأ صوته. راعي الكلّ دخلها فصار منها حملاّ. إنَّ بطن أمّك قد غيَّرت أوضاع الأمور يا منظِّم الكلّ. الغنى دخلها فخرج فقيراّ. العالي دخلها فخرج في صورة وضيعة. الضياء دخلها فأخفى نفسه. معطي الطعام دخلها فصار جائعاّ. مروي الجميع دخلها وخرج ظمأناّ. ساتر الكلّ خرج منها مكشوفاً وعرياناّ
حملت مريم "النَّار" في يديها. وإحتضنت اللهيب بين زراعيها. أعطت اللهيب صدرها كي يرضع وقدَّمت لذاك الَّذي يقوت الجميع لبنها
القدِّيس ساويرس الأنطاكيّ
أمس واليوم هو يسوع إبن الله بغير إبتداء وشاء أن يكون تحت الإبتداء
الطفل الموضوع في المذود والصغير بين المساكين ترتعد منه صفوف النار بعساكرها
مريم حملت الطفل فى حضنها هذا الَّذي يحمل كلّ الأشياء وحملته الأذرع وهو الجالس على مركبة الكاروبيم. وأرضعته لبناً وهو هيَّأه فيها وأعطته طعاماً هو صنعه كإله
النار ملفوفة بالأقمشة واللهيب يرضع حليب العذراء
له المجد. قوَّته عظيمة. من يقدر أن يجدها لكنَّه أخفى قياسها تحت الثوب الَّذي كانت أمّه العذراء تغزله له وتلبسه إيَّاه إذ اخلى نفسه من ثوب المجد
إنفجرت أبواب الجحيم أمامه فكيف إحتوته أحشاء مريم, والحجر الَّذي على القبر تدحرج بقوَّة فكيف إشتملته ذراعا مريم العذراء
حينما أريد أن أنظر إلى العذراء والدة الإله وأتأمُّل فى شخصها يبدو لي لأوَّل وهلة أنَّ صوتاً من الربّ يأتي صارخاً بقوَّة في أذني لا تقترب إلى هنا. إخلع حذاءك من رجليك لأنَّ الموضع الَّذي أنت واقفٌ عليه أرضٌ مقدَّسة