أنا علي المسلم السنِّي وهكذا نجا إبني عماد بشفاعة مار شربل

09/04/2024

في الحادي والعشرين من حزيران، أصبح علي والداً للمرّة الأولى، والداً في لحظة باكرة وغير متوقّعة

 

دخلت نور إلى المستشفى بصورة طارئة بعد أن شعرت بآلام مفاجئة، لقد كانت حاملاً بتوأم في شهرها السادس، وكان لا بدّ من توليدها حرصاً على حياتها وحياة التوأم


مات محمد وبقي عماد يقاوم


هكذا ولد عماد الدين (٥٨٠ غراماً) وشقيقه محمد (٤٣٠ غراماً) في الأسبوع السادس والعشرين، وُلِدا باكراً قبل أن يكتمل نموّهما ووظائف أجهزة الجسم، وخصوصاً الجهاز التنفسي والقلب، ما سبّب انقطاع التنفس عنهما وإعاقة حصولهما على الأوكسيجين في شكل صحيح


وضعا في الحاضنة الإصطناعيّة لإيصال الأوكسيجين والغذاء الضروري لإكمال نموَّهما

بعد عشرين يوماً من المعاناة والانتظار والسهر والنوم أمام غرفة الحاضنة الاصطناعيّة، فجع علي وزوجته نور بالخبر السيِّئ، توفّي محمد، إستسلم جسمه الصغير ولم يعد قادراً على التشبّث بالحياة


يروي علي ويقول : كنا طوال تلك الفترة متعلّقين بأمل ضئيل في إمكان تحسّن عماد ومحمد، فحيناً يقول لنا الأطباء أن علينا الانتظار ليزيد وزنهما، وحيناً آخر يقولون لنا إن الأمل ضعيف جداً، فلنصلّي لهما. توفّي محمد بعدما عجز عن المقاومة، وبقي عماد معلّقاً بأنابيب الأوكسيجين لإيصاله إلى رئتيه غير المكتملتين، وبأنبوب موصول إلى شريان القلب الأساسي لتغذيته





مار شربل يتشفّع لعماد


عماد الذي ولد باكراً، ولد مثقوب القلب، غير قادر على التنفس، ويعاني فتقاً في بطنه، بقي يقاوم، وظلّ متمسّكاً بالحياة


يتابع علي : بعد مرور شهرين في الحاضنة الإصطناعيّة، كان الأمل بتحسّن عماد يتراجع ولم يعد الجهاز الطبي قادراً على شيء، إتصلت بي والدتي وأخبرتني بأنها شاهدت تقريراً على التلفزيون عن أعجوبات مار شربل، وبأنه يشفي الناس، وطلبت مني أن أجلب زيتاً من الدير وأدهن جسم الصبي


سألت أحد أصدقائي المسيحيين عن كيفيّة الوصول إلى الدير وجلب الزيت، فقال لي (حظك حلو، أنا مبارح كنت بعنايا وجبت زيت معي) أخذت الزيت وذهبت إلى المستشفى، دخلت إلى الحاضنة ودهنت جسم إبني به، حتَّى أنني تشاجرتُ مع الطبيب الَّذي حاول منعي عن القيام بذلك، لأنَّ عماد لا يملك مناعة وكان من الممكن أن يلتقط ميكروبات من الزيت غير المعقّم، فقلت له


الصبي رايح ورايح، ما بقى إلي غير مار شربل


في اليوم التالي، تلقَّى علي إتِّصالاً من المستشفى ليأتي ويأخذ إبنه، لم يصدق بداية، ذهب كالمجنون ليرى ماذا حلّ بعماد "عندما إتصلت الطبيبة المعالجة، وقالت لي حرفياً (يلا يا بابا تعا خود إبنك ع البيت ما بقا بدو أوكسيجين) لم أصدِّق، ظننتُ أنهم يريدون إخراجنا من المستشفى، ذهبتُ ودخلتُ لرؤيته، كانت الأنابيب منزوعة عنه، يتنفَّس من دون أوكسيجين، كشفت عليه، حتّى "الفتاق" الموجود في بطنه إختفى، ومنذ ذلك الحين يعيش من دون الحاجة لأوكسيجين





سني أؤمن بمار شربل


عاش علي ونور خوفاً دائماً ومرارة قاهرة، فحيناً يعطيهما الطبيب أملاً وحيناً آخر يقطعه عنهما


صبّرهما الله ولم يكن أمامهما سوى الصلاة، عاشا في الحاضنة وناما في المستشفى ليالٍ كثيرة، ويتابع علي


لولا أعجوبة مار شربل، كان من المحتمل أن يعيش عماد طوال حياته على الأوكسيجين أو أن يكون مصيره مشابهاً لمصير شقيقه التوأم محمد، طلب منِّي الأطبَّاء تجهيز البيت بأوكسيجين لأنَّه سيكون بحاجة دائمة له


صحيح أنَّني مسلم سنّي، ولكن مار شربل أقرب إلى الله من كلّ الناس، وهو يسمع له ويستجيب لشفاعته، في ديننا هناك شخصيَّات لها قيمتها لدى الله، ولكنَّه لم يمنحها قدرة الشفاء مثل مار شربل الَّذي نسمِّيه وليّاً أنا لا أفقه في الدين كثيراً ولكنَّني رأيتُ ماذا حصل معي، لقد كنت مؤمناً منذ البداية أنه سيشفي عماد


بعد خروج عماد من المستشفى، نذر علي أن يأخذه إلى مار شربل، ووفى بنذره


ذهبنا إلى دير مار شربل في عنّايا، وصلَّيتُ وشكرتُ مار شربل على نعمته، وسجَّلنا الأعجوبة في سجلّات الدير، وما زلتُ حتّى اليوم أصلِّي لهذا القدِّيس وأزور ضريحه وكنيسته، الحمد الله على نعمه، اليوم يعيش عماد حياته بصورة طبيعيَّة من دون أوكسيجين ومن دون أيّ دواء، صحَّته جيِّدة ونموّه العقلي والجسدي ممتاز